أهم كتب الشافعية أصلها ومتختصرها وشروحها
هذا المشجر جزء من بحثي لرسالة الماجستير (المعتمد عند الشافعية – دراسة نظرية تطبيقية)
وكنت نشرتها أولا في قسم الشافعية بمنتدى الأصلين .. وعلقت على هذا المشجر بما يكشف بعض فوائده .. فقلت :
أول كتاب في المذهب أصله ومتختصره وشروحه
أحب أن يلاحظ طلبة الشافعية الملاحظات التالية :
- أول كتاب في المذهب بدأ اهتمام الشافعية به هو (مختصر المزني) .. ومنه تسلسلت كتب الشافعية .. وأهمل ما عداه من الكتب كـ(الأم) و(مختصر البويطي) و(حرملة) وغيرها .
- شروح مختصر المزني كثيرة ، أشهرها (نهاية المطلب) و(الحاوي) ، ومنها تفرعت كتب مهمة ، و(المهذب) و(التنبيه) و(التهذيب) .
- المحرر للرافعي ليس مختصرا للوجيز للغزالي ،
خلافا لكل من كتبوا في ذلك ، بل هو كتاب مستقل ليس مختصرا من كتاب بعينه ، لمجموعة أمور :
- الرافعي لم يَنُصَّ في مقدمة كتابه «المحرر» على أنه مختصر من «الوجيز» .
- لم ينص أحد من شراح «المنهاج» على أن « المحرر» مختصر من «الوجيز» .
- ولا ذكر أحد ممن ترجموا للرافعي ذلك .
- ولم تشر كتب الفهارس والمصنفات إلى ذلك ، مع اهتمامها بمختصرات «الوجيز» .
وبعد توصلي لهذا الرأي وجدت أ.د علي جمعة قد رجحه أيضا في كتابه (مدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية) ص51 ، فلله الحمد .
* وقد يقول قائل : ما الفائدة من تحرير هذا الأمر ؟
فأقول : هناك أمر يترتب على هذا ، وهو تسلسل كتب الشافعية بدءا من «مختصر المزني» وصولاً إلى «المنهج» لشيخ الإسلام زكريا ، فالمشهور عند المتأخرين أن «مختصر المزني» شرحه إمام الحرمين في «نهاية المطلب» وهو الذي اختصر الغزالي في «البسيط» ثم اختصره في «الوسيط» ثم اختصره في «الوجيز» ثم جعلوا «المحرر» مختصراً «للوجيز» ، و«المنهاج» مختصر «للمحرر» ، و«المنهج» مختصر للمنهاج . وبناء على هذا الرأي ينقطع هذا التسلسل وهو الصحيح عندي .
الخلاصة للغزالي ليس مختصرا للوجيز ، كما اشتهر لدى المتأخرين ، وبين ذلك أخونا الدكتور أمجد رشيد في تحقيقه للخلاصة ، بل هو مختصر لمختصر المزني .
ويلاحظ أيضاً تفرع كثير من الأعمال الفقهية من ثلاثة كتب وهي «الروضة» للنووي ، و«الشرح الكبير» و«المحرر» للرافعي .
تفرع من «الشرح الكبير» :«الحاوي الصغير» للقزويني ، ومنه تفرع كتابان :
- متن «إرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي» لابن المقرئ اليمني (ت837هـ) ، وعليه شرحان لابن حجر الهيتمي(ت974هـ) (الإمداد) ثم اختصره في (فتح الجواد) .
- البهجة» نظم الحاوي الصغير ، نظمها ابن الوردي (ت749هـ) وعليها شرحان لشيخ الإسلام زكريا.(خلاصة الفوائد المحمدية) وهو الصغير ، و(الغرر البهية) وهو الكبير المطبوع.
الروضة أو روضة الطالبين وعمدة المفتين
وتفرع من «الروضة» – والتي هي مختصرة من «الشرح الكبير»- مجموعة كتب منها :
- «العباب» للمُزَجَّد الزبيدي(ت930هـ) ، وعليه مجموعة شروح منها : «الإيعاب» لابن حجر الهيتمي.
- الروض» لابن المقرئ اليمني(ت837هـ)، وعليه شرح شيخ الإسلام زكريا(ت928هـ) «أسنى المطالب شرح روض الطالب».
المحرر أو المحرر في فقه الإمام الشافعي
وتفرع من «المحرر» للرافعي : «منهاج الطالبين» للنووي ، والذي اختصره شيخ الإسلام زكريا في «منهج الطلاب» وشَرَحَهُ ، وعلى شرحه هذا حواش كثيرة.
وهذه الكتب ، تعتبر أهم الكتب التي أصبح عليها معوَّل المتأخرين تدريسا وشرحا وإفتاء .
كتب أخرى
وهناك كتب أخرى كذلك حظيت بالاهتمام لدى المتأخرين ، من أشهرها :
- (اللباب) للمحاملي الذي اختصره العراقي في (تنقيح اللباب) ثم جاء شيخ الإسلام واختصره في (تحرير تنقيح اللباب) وشرحه ، وعلى شرحه حواش كثيرة معتبرة عند المتأخرين .
- (متن الغاية والتقريب) لأبي شجاع الأصفهاني ، لا تخفى شهرته وشروحه وحواشيه على أي مبتدئ في المذهب.
- مسائل التعليم أو المقدمة الحضرمية للشيخ عبدالله بافضل ، من الكتب المهمة تدريسا وإفتاء هي وشروحها وحواشيها .
- (قرة العين) للمليباري وشرحها (فتح المعين) وحواشيها القيمة .
نظم (صفوة الزبد) المبارك ،وشروحه المفيدة .
وميزت في هذا المشجر بين المتن والشرح والحاشية بتغيير الإطار ، وجعلت الكتب مترابطة ببعض ليعرف أن هذا الكتاب هو اختصار لكتاب فوقه أو شرح له أو حاشية عليه .
وما القصد إلا تقديم تصور مكتمل عن تراتب المؤلفات في المذهب ، وما هي الكتب التي استمر الاهتمام بها إلى يومنا هذا ، وإلا فمؤلفات الشافعية كثيرة جدا ،لا يمكن حصرها في مشجر ، فشروح المنهاج الموجودة في كتب الفهارس أكثر من 200 شرح ، ولكن المقصود ما اعتبره المتأخرون في التدريس والإفتاء إلى يومنا هذا .
والله الموفق