Ayat tentang Sebab QS Al-Kahfi 84
سورة الكهف – الآية 84. ( ( ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا ) )
Sesungguhnya Kami telah memberi kedudukan kepadanya di bumi dan Kami telah memberikan jalan kepadanya (untuk mencapai) segala sesuatu. Maka, dia menyusuri suatu jalan.
[التفسير الكبير الرازي 21/139- فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين]
قالوا : السبب في أصل اللغة عبارة عن الحبل ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى المقصود وهو يتناول العلم والقدرة والآلة فقوله : ( وآتيناه من كل شيء سببا ) معناه : أعطيناه من كل شيء من الأمور التي يتوصل بها إلى تحصيل ذلك الشيء ثم إن الذين قالوا : إنه كان نبيا قالوا : من جملة الأشياء النبوة ، فهذه الآية تدل على أنه تعالى أعطاه الطريق الذي به يتوصل إلى تحصيل النبوة ، والذين أنكروا كونه نبيا قالوا : المراد به وآتيناه من كل شيء يحتاج إليه في إصلاح ملكه سببا ، إلا أن لقائل أن يقول : إن تخصيص العموم خلاف الظاهر فلا يصار إليه إلا بدليل ، ثم قال : ( فأتبع سببا ) ومعناه أنه تعالى لما أعطاه من كل شيء سببه فإذا أراد شيئا أتبع سببا يوصله إليه ، ويقربه منه ، قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو ( فاتبع ) بتشديد التاء ، وكذلك ثم اتبع أي سلك وسار ، والباقون فأتبع بقطع الألف وسكون التاء مخففة [التفسير الكبير الرازي 21/139- فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين]
تفسير الطبري 18/92
الطبري – محمد بن جرير الطبري
وقوله : ( إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا ) يقول : إنا وطأنا له في الأرض ، ( وآتيناه من كل شيء سببا ) يقول وآتيناه من كل شيء ، [ ص: 94 ] يعني ما يتسبب إليه وهو العلم به .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( وآتيناه من كل شيء سببا ) يقول : علما .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( وآتيناه من كل شيء سببا ) أي علما .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال : قال ابن زيد ، في قوله ( وآتيناه من كل شيء سببا ) قال : من كل شيء علما . .
– حدثنا القاسم ، قال ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله ( وآتيناه من كل شيء سببا ) قال : علم كل شيء .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( وآتيناه من كل شيء سببا ) علما .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( وآتيناه من كل شيء سببا ) يقول : علما .
وقوله : ( فأتبع سببا ) اختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة ، فاتبع بوصل الألف ، وتشديد التاء ، بمعنى : سلك وسار ، من قول القائل : اتبعت أثر فلان : إذا قفوته ; وسرت وراءه . وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة ( فأتبع ) بهمز الألف ، وتخفيف التاء ، بمعنى لحق .
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب : قراءة من قرأه ( فاتبع ) بوصل الألف ، وتشديد التاء ، لأن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن مسير ذي القرنين في الأرض التي مكن له فيها ، لا عن لحاقه السبب ، وبذلك جاء تأويل أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ” فاتبع سببا” يعني بالسبب ، المنزل .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني [ ص: 95 ] الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : ( سببا ) قال : منزلا وطريقا ما بين المشرق والمغرب .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، نحوه .
حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي يحيى ، عن مجاهد ” فاتبع سببا” قال : طريقا في الأرض .
حدثنا بشر ، قال : يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ” فاتبع سببا” : اتبع منازل الأرض ومعالمها .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله “فاتبع سببا ” قال : هذه الآن سبب الطرق كما قال فرعون ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات ) قال : طرق السماوات .
حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : ” فاتبع سببا” قال : منازل الأرض .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله ” فاتبع سببا ” قال : المنازل .
تفسير القرطبي 10/418
القرطبي – شمس الدين محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
قوله تعالى : وآتيناه من كل شيء سببا قال ابن عباس : ( من كل شيء علما يتسبب به إلى ما يريد ) وقال الحسن : بلاغا إلى حيث أراد . وقيل : من كل شيء يحتاج إليه الخلق . وقيل : من كل شيء يستعين به الملوك من فتح المدائن وقهر الأعداء . وأصل السبب الحبل فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شيء .
فأتبع سببا قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي فأتبع سببا مقطوعة الألف وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو ” فاتبع سببا ” بوصلها ; أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها . قال الأخفش : تبعته وأتبعته بمعنى ; مثل ردفته وأردفته ، ومنه قوله – تعالى – : إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ومنه الإتباع في الكلام مثل حسن بسن وقبيح شقيح . قال النحاس : واختار أبو عبيد قراءة أهل الكوفة قال : لأنها من السير ، وحكى هو والأصمعي أنه يقال : تبعه واتبعه إذا سار ولم يلحقه ، وأتبعه إذا لحقه ; قال أبو عبيد : ومثله فأتبعوهم مشرقين قال النحاس : وهذا التفريق وإن كان الأصمعي قد حكاه لا يقبل إلا بعلة أو دليل . وقوله – عز وجل – : فأتبعوهم مشرقين ليس في الحديث أنهم لحقوهم ، وإنما الحديث : لما خرج موسى – عليه السلام – وأصحابه من البحر وحصل فرعون وأصحابه انطبق عليهم البحر والحق في هذا أن تبع واتبع وأتبع لغات بمعنى واحد ، وهي بمعنى السير ، فقد يجوز أن يكون معه لحاق وألا يكون
تفسير ابن كثير5/189
ابن كثير – إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
وقوله : ( وآتيناه من كل شيء سببا ) : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم : يعني علما .
وقال قتادة أيضا في قوله : ( وآتيناه من كل شيء سببا ) قال : منازل الأرض وأعلامها .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : ( وآتيناه من كل شيء سببا ) قال : تعليم الألسنة ، كان لا يغزو قوما إلا كلمهم بلسانهم .
وقال ابن لهيعة : حدثني سالم بن غيلان ، عن سعيد بن أبي هلال ؛ أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب الأحبار : أنت تقول : إن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا ؟ فقال له كعب : إن كنت قلت ذلك ، فإن الله تعالى قال : ( وآتيناه من كل شيء سببا ) .
وهذا الذي أنكره معاوية ، رضي الله عنه ، على كعب الأحبار هو الصواب ، والحق مع معاوية في الإنكار ؛ فإن معاوية كان يقول عن كعب : ” إن كنا لنبلو عليه الكذب ” يعني : فيما ينقله ، لا أنه كان يتعمد نقل ما ليس في صحيفته ، ولكن الشأن في صحيفته ، أنها من الإسرائيليات التي غالبها مبدل مصحف محرف مختلق ولا حاجة لنا مع خبر الله ورسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] إلى شيء منها بالكلية ، فإنه دخل منها على الناس شر كثير وفساد عريض . وتأويل كعب قول الله : ( وآتيناه من كل شيء سببا ) واستشهاده في ذلك على ما يجده في صحيفته من أنه كان يربط خيله بالثريا غير صحيح ولا مطابق ؛ فإنه لا سبيل للبشر إلى شيء من ذلك ، ولا إلى الترقي في أسباب السماوات . وقد قال الله في حق بلقيس : ( وأوتيت من كل شيء ) [ النمل : 23 ] أي : مما يؤتى مثلها من الملوك ، وهكذا ذو القرنين يسر الله له الأسباب ، أي : الطرق والوسائل إلى فتح الأقاليم والرساتيق والبلاد والأراضي وكسر الأعداء ، وكبت ملوك الأرض ، وإذلال أهل الشرك . قد أوتي من كل شيء مما يحتاج إليه مثله سببا ، والله أعلم .
تفسير البغوي 5/198
البغوي – الحسين بن مسعود البغوي
( إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا ( 84 ) )
قوله عز وجل ( إنا مكنا له في الأرض ) أوطأنا ، والتمكين : تمهيد الأسباب . قال علي : سخر له السحاب فحمله عليها ، ومد له في الأسباب ، وبسط له النور ، فكان الليل والنهار عليه سواء ، فهذا معنى تمكينه في الأرض وهو أنه سهل عليه السير فيها وذلل له طرقها .
( وآتيناه من كل شيء ) أي : أعطيناه من كل شيء يحتاج إليه الخلق . [ ص: 199 ]
وقيل : من كل ما يستعين به الملوك على فتح المدن ومحاربة الأعداء .
( سببا ) أي : علما يتسبب به إلى كل ما يريد ويسير به في أقطار الأرض ، والسبب : ما يوصل الشيء إلى الشيء .
وقال الحسن : بلاغا إلى حيث أراد . وقيل : قربنا إليه أقطار الأرض .
( فأتبع سببا ( 85 ) حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ( 86 ) )
( فأتبع سببا ) أي : سلك وسار ، قرأ أهل الحجاز ، والبصرة : ” فاتبع ” و ” ثم اتبع ” موصولا مشددا ، وقرأ الآخرون بقطع الألف وجزم التاء ، وقيل : معناهما واحد .
والصحيح : الفرق بينهما ، فمن قطع الألف فمعناه : أدرك ولحق ، ومن قرأ بالتشديد فمعناه : سار ، يقال : ما زلت أتبعه حتى أتبعته ، أي : ما زلت أسير خلفه حتى لحقته .
وقوله : ” سببا ” أي : طريقا . وقال ابن عباس : منزلا . ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ) قرأ أبو جعفر وأبو عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر : ” حامية ” بالألف غير مهموزة ، أي : حارة ، وقرأ الآخرون : ( حمئة ) مهموزا بغير الألف ، أي : ذات حمأة ، وهي الطينة السوداء .
وسأل معاوية كعبا : كيف تجد في التوراة أن تغرب الشمس؟ قال : نجد في التوراة أنها تغرب في ماء وطين .
قال القتيبي : يجوز أن يكون معنى قوله : ( في عين حمئة ) أي : عندها عين حمئة ، أو في رأي العين .
( ووجد عندها قوما ) أي : عند العين أمة ، قال ابن جريج : مدينة لها اثنا عشر ألف باب ، لولا ضجيج أهلها لسمعت وجبة الشمس حين تجب .
التفسير الكبير المسمى البحر المحيط 6/157
أبو حيان الأندلسي – أثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسي
( وآتيناه من كل شيء ) ، أي : يحتاج إليه في الوصول إلى أغراضه ( سببا ) ، أي : طريقا موصلا إليه ، والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة أو آلة ، فأراد بلوغ المغرب ( فأتبع سببا ) يوصله إليه حتى بلغ ، وكذلك أراد المشرق ( فأتبع سببا ) وأراد بلوغ السدين ( فأتبع سببا ) وأصل السبب الحبل ، ثم توسع فيه حتى صار يطلق على ما يتوصل به إلى المقصود . وقال الحسن : بلاغا إلى حيث أراد . وقرأ زيد بن علي والزهري والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى والكوفيون وابن عامر ( فأتبع ) ثلاثتها بالتخفيف . وقرأ باقي السبعة بالتشديد ، والظاهر أنهما بمعنى واحد . وعن يونس بن حبيب وأبي زيد أنه بقطع الهمزة عبارة عن المجد المسرع الحثيث الطلب ، وبوصلها إنما يتضمن الاقتفاء دون هذه الصفات .
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية1/873
الشوكاني – محمد بن علي بن محمد الشوكاني
وآتيناه من كل شيء مما يتعلق بمطلوبه ( سببا ) أي : طريقا يتوصل بها إلى ما يريده .
( فأتبع سببا ) من تلك الأسباب .
قال المفسرون : والمعنى طريقا تؤديه إلى مغرب الشمس .
قال الزجاج : ( فأتبع سببا ) من الأسباب التي أوتي ، وذلك أنه أوتي من كل شيء سببا فأتبع من تلك الأسباب التي أوتي سببا في المسير إلى المغرب ، وقيل : أتبع من كل شيء علما يتسبب به إلى ما يريد ، وقيل : بلاغا إلى حيث أراد ، وقيل : من كل شيء يحتاج إليه الخلق ، وقيل : من كل شيء تستعين به الملوك من فتح المدائن وقهر الأعداء . وأصل السبب الحبل فاستعير لكل ما يتوصل به إلى شيء .